في العام المقبل 2025، يمكن لمراقبي النجوم توقع مشاهدة مجموعة من العجائب السماوية التي تثير حماسهم. ستبدأ هذه الأحداث في الثامن عشر من يناير/كانون الثاني، حيث سيظهر كوكبان متجاوران هما الزهرة وزحل على مسافة أقل من نصف درجة في السماء، بعد حوالي 30 إلى 45 دقيقة من غروب الشمس.
سيتألق كوكب الزهرة، الأكثر سطوعًا بين الكوكبين، بلون أبيض لامع، وسيبدو زحل المجاور له باهتًا بعض الشيء وأكثر ذهبًا. وفي الساعات الأولى من صباح يوم 14 مارس/آذار، ستحدث ظاهرة القمر الدموي، حيث بمكن لمراقبي النجوم الحصول على منظر رائع للحدث عبر الأمريكيتين.
يحدث تأثير "القمر الدموي" فقط عندما يكون القمر مكتملًا وتكون الشمس والأرض والقمر في محاذاة دقيقة بحيث يغطي ظل الكوكب قرص القمر في السماء. وسيكون الجزء الأكثر إثارة في العرض السماوي هو الخسوف الكلي، الذي يستمر من الساعة 2:26 صباحًا إلى 3:31 صباحًا بتوقيت الساحل الشرقي، عندما يكون القمر بالكامل في منتصف مخروط ظل الأرض، مما يرسم القمر بظلال من البرتقالي اليقطيني إلى الأحمر النحاسي.
على النقيض من كسوف الشمس في أبريل/نيسان 2024، فإن كسوف الشمس القادم في 29 مارس/آذار 2025، سيظهر فيه الشمس على شكل هلال ويمكن رؤيته عبر أجزاء كبيرة من أمريكا الشمالية وأوروبا وشمال آسيا وشمال غرب إفريقيا. في 26 يونيو/حزيران، سيكون من الأسهل رصد كوكب عطارد، عندما يظهر بجوار القمر وهو إعداد مثالي لمراقبي السماء المبتدئين.
انظر إلى السماء بعد غروب الشمس بقليل، قبل حوالي 20 إلى 30 دقيقة من خفوت الشفق تمامًا. سيظهر عطارد كنقطة ضوء خافتة للعين المجردة، على بعد ثلاث درجات فقط من هلال القمر النحيف. وفي الصباح الباكر يوم 12 أغسطس/آب، سيظهر الكوكبان الأكثر سطوعًا، الزهرة والمشتري، قريبين من بعضهما البعض. ويمثل هذا الاقتران الوثيق فرصة نادرة لمراقبة الكوكبين الأكثر سطوعًا جنبًا إلى جنب.
سيتفوق الزهرة على المشتري بتوهجه الأبيض الساطع، بينما سيبدو المشتري باهتاً قليلاً وأكثر ذهباً. وباستخدام تلسكوب صغير، ستتمكن من رؤية الغلاف الجوي المخطط لكوكب المشتري وأربعة أقمار جاليليو، والتي قد تظهر كنقط صغيرة مصطفة حول الكوكب.
سيحصل سكان الأرض على فرصة ثانية لرؤية القمر الدموي في عام 2025، عندما يغطى خسوف القمر الكلي أوروبا وأفريقيا وآسيا وأستراليا في مساء يوم 7 سبتمبر/أيلول. خلال المرحلة الكاملة للكسوف، ينحني ضوء الشمس الساطع عبر حلقة الغلاف الجوي للأرض المتربة نحو الجزء الأحمر من الطيف ويلقي على سطح القمر، مما يجعل القمر يبدو وكأنه مغطى بتوهج برتقالي أحمر غريب.
سيهيمن ثلاثي سماوي جميل على سماء الصباح الباكر يوم 19 سبتمبر/أيلول وهم الهلال النحيل والزهرة اللامعة والنجم الساطع قلب الأسد، حيث سيشكلون مثلثًا مذهلًا. سيتألق كوكب الزهرة، ألمع الأجرام السماوية بعد القمر، مثل الماس، مع توهج قلب الأسد بالقرب منه بظل أزرق أبيض ملكي.
في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني، سيفقد زحل شهرته مؤقتًا حيث ستظهر حلقاته على الحافة. يحدث هذا الحدث النادر كل 15 عامًا عندما يصطف كوكب زحل مع الأرض، مما يتسبب في ظهور الحلقات الرقيقة، التي يبلغ سمكها بضعة أميال فقط وكأنها غير مرئية تقريبًا.
يمكن أن تنتج زخات شهب الجوزاء ما يصل إلى 60 إلى 120 شهابًا في الساعة خلال ذروة الفترة من 13 إلى 14 ديسمبر/كانون الأول في عام عادي. ويعد هذا العام جيدًا بشكل خاص لشهب الجوزاء، حيث ستتزامن ذروة الزخات مع سماء مظلمة بلا قمر. وطوال عام 2025، يمكن توقع زيادة النشاط الشمسي، بما في ذلك البقع الشمسية والانفجارات الشمسية، مما يزيد حتما من فرص تعرض الأرض لشفق قطبي قوي وحيوي في سمائنا.
للتواصل معنا 